نحن واللغة
![]() |
لم أكن اتخيل الأهمية العظيمة للكلمات التى تخرج من أفواهنا، تلك الحروف التى طالما أتعبتني كى أفهمها حينما ينطق بها اطفالى ويالسعادتى بسماعها أول مره منهم. ولكن هل هى مفيدة إلى هذه الدرجة،!؟ أوليست طريقة للتواصل بين الناس فقط؟!!!!
يقول الدكتور(مصطفى محمود) عن اللغة حيث انها تطورت وانقسمت بين الشعوب ويدلل على ذلك بتشابه بعض المفردات بين اللغات ومن غير الممكن- كما يزعم اصحاب نظرية التطور- أن الإنسان لم يكن يتكلم أو يعبر عن نفسه بالهمهمة والإيماءات ؛ فاللغات فى تطور وتجدد بإستمرار ولم تُخلق من العدم."وعلم آدم الأسماء كلها".
فهل تُدرك وأنت فى قمة غضبك وتجد أمامك ذلك الشخص الذى أزعجك وفى اللحظة التي تقرر فيها لومه وعتابه ؛ فكل ما تفعله هو تغير ملامح وجهك وظهور سخطك عليه وبعض الكلمات التى لا تغنى ولا تسمن ولا تعبر بشكل صحيح عن شعورك.
"عندما تخذلنى الكلمات.." لا أتذكر سوى هذه العبارة حينما أمر بهكذا موقف.
وفى الغالب تنهى الحوار ب" مش هتقدر تفهمنى"جملة بسيطة فى ظاهرها كبساطة ورقة حاولت ان تفرغ فيها ما يجول بخاطرك وعندما تعجز تمسكها وتكرمشها وبكل قوتك تلقها فى سلة المهملات.!!!! وبدون أن تشعر هذا جزء من فهمك لذاتك وتواصلك مع الآخرين.
وليس كما يظن البعض ويدعى إننا عاجزون عن الرد أو لسنا حاضرى الذهن وسريعى البديهية ؛ إنما تاهت منا الكلمات ونضب منهال الحروف ولا نجد الا ما يتردد على مسامعنا حتى وان لم يعبر عنا .
ورقة تلو ورقة وأصبحنا لا نهتم بما يعبر عنا واصبح الاخر لا يهمهُ ذلك وتتسع الفجوة بيننا، وتزداد ضغوط الحياة .تبسيط الموقف جعل منا علامات استفهام تجرى إلى جانب علامات تعجب وفى النهاية نبحث عن سبب عدم تحملنا للآخر وننفجر من أقل المواقف.
يقول علماء النفس ان عدم القدرة علي التعبير عن نفسك سواء بالكلام أو غيره يؤدى إلى كثير من المشكلات السلوكية كالانسحاب والخجل والخوف من مواجهة الآخرين.(وهذا ما تؤدى له وسائل التواصل الاجتماعي).
انها اللغة من نعم الله علينا التى لا نقدرها ولا نصونها
تعليقات
إرسال تعليق